راية الإسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

البيئة

اذهب الى الأسفل

البيئة Empty البيئة

مُساهمة من طرف محمد عبدالله رلاجب الإثنين مايو 12, 2008 9:27 am

مقدمة

الحمد الله الذي جعل الدنيا دار فناء ن وجعل الآخرة دار بقاء، والصلاة والسلام على نبينا محمد إمام الزاهدين وأسوة العالمين.
أما بعد:
فالحمد لله الذي قد تم هذا البحث الذي يحمل في طياته ما تستنير به العقول وتستيقظ من جهلها الدائم.
وهذا البحث يحمل مفاهيم التلوث البيئي وأضراره وطرق مكافحته وأسبابه.
أملين من المولى عز وجل أن يأخذ بأيدينا إلى ما يفيد الأمة الإسلامية والمسلمين نحو هذا التلوث البيئي الذي له أضرار جسيمة.


والله ولي التوفيق

مفهوم التلوث البيئي

تعني كلمة تلوث pollution أي تغير بسبب المواد الكيمائية أو المشعة أو العوامل الطبيعية أو الحيوية الأخرى في الكفاءة الطبيعية للبيئة.
ويعتبر موضوع التلوث من المواضيع العصرية التي يزداد الاهتمام بها يومًا بعد الآخر نتيجة للإزدهار الصناعي وازدياد عدد السكان المضطرد وما يترتب على ذلك من زيادة في عدد وسائل النقل وزيادة في كمية الملوثات السائلة والصلبة وما إلى ذلك من ملوثات البيئة .
لذلك فقد عزمنا بتوفيق من الله على إعداد هذا البحث الموجز حول التلوثات البيئية وكيفية مكافحتها وخطورتها وأسبابها.
وأخيرًا نرجو من الله أن نكون قد وفقنا في إخراج هذا البحث بالصورة المنشورة كما نتمنى أن يحوز على رضاء القارئ مع ترحيبنا بآراء ومقترحات الأخوة الزملاء التي تعمل على تطوير هذا الكتاب، مع الشكر سلفًا لأي انتقاد بناء، والله من وراء القصد.


التلوث البيئي

التلوث البيئي مصطلح يشير إلى الأساليب التي يلوث بها الناس الأماكن المحيطة بهم، يلوث الناس الهواء بالغازات والدخان، ويسممون المياه بالكيميائيات والمواد الأخرى، ويدمرون التربة بكميات هائلة من المخصبات ومبيدات الآفات، ويلوث الناس أيضًا الأماكن المحيطة بهم بطرق أخرى متنوعة فهم على سبيل المثال يفسدون الجمال الطبيعي ببعثرة القمامة والفضلات على الأرض وفي الماء، ويديرون الآلات والعربات الآلية ذات المحركات التي تملأ الهواء بالضوضاء المزعجة، ويتسبب كل فرد تقريبًا في تلوث البيئة بطريقة ما.

واليوم يعد التلوث البيئي واحدة من المشكلات الأكثر خطورة التي تواجه الإنسانية، فهو يرفع درجة حرارة الأرض، ويتسبب في تدمير طبقة الأوزون ، وفي عمليات أخرى من الممكن أن يجلب الكوارث، ويعد كل من الهواء، والماء، والتربة – وكلها يضر بها التلوث – ضروريًا من أجل بقاء كل الكائنات الحية.

ويمكن أن يسبب الهواء شديد التلوث المرض، وربما يفضي إلى الموت، فالماء الملوث يقتل السمك والأحياء البحرية الأخرى، ويقلل تلوث التربة مساحة الأرض المتوافرة لزراعة الطعام، وقد يجلب تلوث البيئة أيضًا القبح لعالمنا الطبيعي الجميل، ويرغب كل فرد في تخفيض التلوث، إلا أن مشكلة التلوث معقدة بقدر ما هي خطيرة.

فهي معقدة لأن كثير من التلوث تسببه الأشياء التي تفيد الناس، وعلى سبيل المثال، تسبب عوادم السيارات نسبة كبيرة من تلوث الهواء، مع أن السيارة توفر عملية الانتقال لملايين البشر، وكذلك تتخلص المصانع من الكثير من المواد التي تلوث الهواء والماء، ومع ذلك توفر المصانع الوظائف للناس، وتنتج السلع التي يحتاجون إليها، ويمكن للكميات الكبيرة من المخصبات ومبيدات الآفات أن تفسد التربة مع أنها عوامل مساعدة مهمة لنمو المحاصيل.
ومن أجل القضاء على التلوث أو الحد منه بدرجة كبيرة، يجب على الناس وفي الحال أن يوقفوا استخدام العديد من الأشياء التي يستفيدون منها، وبالطبع لا يريد معظم الناس أن يفعلوا ذلك، ومع ذلك يمكن خفض التلوث بطرق عديدة، حيث يمكن للعلماء والمهندسين أن يعملوا على إيجاد الطرق لتخفيض كمية التلوث التي تسببها الأشياء مثل السيارات والمصانع، ويمكن للحكومات أن تسن وتدعم القوانين التي تطالب رجال الأعمال والأفراد بوقف أو تخفيض بعض النشاطات التي تسبب التلوث، وربما يستطيع الأفراد والجماعات أن يعملوا على إقناع ممثليهم في الحكومة، وأيضًا على إقناع رجال الأعمال باتخاذ الإجراءات تجاه الحد من التلوث.

لقد اعتاد الناس عبر فترة طويلة من التاريخ أن يلوثوا الأماكن التي تحيط بهم، ومع ذلك لم يمثل التلوث مشكلة كبرى، فقد عاش معظم الناس في مناطق ريفية غير مزدحمة، وكانت الملوثات(مواد النفايات ) التي يفرزونها تبعثر على مساحات واسعة، وكذلك لم يكن لديهم الآلات والسيارات التي تسبب التلوث.

وقد جعل نمو المدن الصناعية المزدحمة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين التلوث مشكلة كبرى. ومع أن المصانع كانت موجودة في هذه المدن فقد كان الناس يلقون كميات ضخمة من الملوثات في المناطق صغيرة من البيئة، وفي القرن العشرين استمرت المناطق الحضرية في النمو، وقد جعلت السيارات والاختراعات الأخرى الجديدة التلوث أسوأ مما كان عليه.

وفي أواسط القرن العشرين، أضر التلوث بالمياه في كل بحيرة أو نهر كبير، وبالهواء في كل مدينة كبيرة بالولايات المتحدة الأمريكية والدول الصناعية الأخرى، وأصبح الضباب الكثيف الذي تصاحبه الرؤية المنخفضة لأمتار قليلة شيئًا عاديًا، ومنذ أواخر الستينات أصبح التلوث يهدد ملايين الناس، وتعمل أعداد كثيرة من الناس الآن على تخفيض درجة التلوث وتنظيف البيئة.



أنواع التلوث البيئي
هناك أنواع عديدة من تلوث البيئة تتضمن: تلوث الهواء وتلوث الماء وتلوث التربة و التلوث الذي تسببه النفايات الصلبة، والضجيج والإشعاع وترتبط كل أجزاء البيئة بعضها مع بعض ارتباطًا وثيقًا. ودراسة العلاقات بين الكائنات الحية والكائنات غير الحية وبين الأجزاء الأخرى للبيئة تسمى علم البيئة وبسبب وجود هذه العلاقات الوثيقة فإن نوعًا من التلوث يضر بجزء من البيئة بصفة رئيسية، وربما يؤثر على أجزاء أخرى أيضًا، وعلى سبيل المثال يضر تلوث الهواء بالهواء لكن المطر ينظف الهواء من الملوثات ويرسبها على الأرض وفي مستودعات المياه ومن جانب آخر تزيح الرياح الملوثات من الأرض وتدفعها إلى الهواء.
أولاً: تلوث الهواء
يحول الهواء النقي العديم الرائحة إلى هواء له رائحة مليء بالغيوم، فيضر بالصحة ويقتل النباتات ويخرب الممتلكات، ويسبب الناس تلوث الهواء بإطلاق مئات الملايين من الأطنان من الغازات والمواد الحبيية في الجو كل عام، وهذه المواد عبارة عن جسيمات دقيقة من المادة الصلبة أو السائلة، ومن أشكال تلوث الهواء الشائعة، الضباب الدخاني(مزيج من الضباب والدخان ).
وينتج معظم تلوث الهواء عن عمليات الاحتراق(الحرق ) وبعد حرق النفط من أجل تشغيل محركات السيارات، وحرق الفحم لتسخين المباني والمنتجات الصناعية المساعدة، أمثلة على تلك العمليات وفي كل مرة يحترق فيها الوقود أثناء عملية الاحتراق ينطلق ملوث من نوع ما إلى الهواء، وتتراوح الملوثات من كميات صغيرة من الغاز السام عديم اللون إلى سحب كثيفة من الدخان الأسود.
ومن النتائج الخطيرة لتلوث الهواء تأثيره الضار على صحة الإنسان، فكل من الغازات والحبيبات تسبب في التهاب أعين الناس وتثير رئاتهم، ويمكن للحبيبات أن تستقر في الرئة وتجعل أمراضًا مثل الربو والتهاب القصبة الهوائية تزداد سوءاً. ويعتقد بعض الخبراء أن الحبيبات ربما تساعد على الإصابة بأمراض خطيرة أخرى مثل السرطان، والانتفاخ الرئوي، والتهاب الرئة وفي المدن عبر العالم كله يسبب طول فترات التلوث الهواء الشديد زيادة في معدلات الأمراض والوفيات بطريقة مأساوية.


مكافحة تلوث الهواء
هناك عدة وسائل لمكافحة تلوث الهواء نلخص منه الآتي:
1- نظرًا لكون احتراق الوقود احتراقًا غير كامل سواء في المصانع أو في وسائل النقل هو المسئول الأول عن تلوث الهواء بالغازات الكيميائية فإنه بتراكيب التركيز على كيفية احتراق الوقود الكامل الأمثل لكي نخفف من تركيز الغازات الكيمائية الملوثة للهواء مثل أكاسيد الكربون وأكاسيد النتروجين والهيدروكربونات.
2- حيث أن الكبريت الموجود في الوقود سواء الفحم أو البترول المستخدم في الصناعة أو محطات توليد الكهرباء، أو وسائل النقل المختلفة هو المسؤول الرئيسي عن التلوث بأكاسيد الكبريت بصورة كاملة من الوقود عملية مكلفة لذلك فإنه ينصح التقليل من نسبة وجود الكبريت في الوقود .
3- عادة يضاف رباعي الكيل الرصاص إلى وقود السيارات لغرض تحسين الرقم الأوكتيني وبالتالي تخفيف الفرقعة وهذا يؤدي إلى التلوث بمركبات الرصاص السامة لذلك ينصح باستبداله بمواد تحسين الرقم الأكتيني والتي لا تلوث البيئة مثل استخدام ميثل ثالثي بيوتل ايثر MTBE .
4- إن أفضل طريقة للتقليل من الغازات والجسيمات الصادرة من مداخن المصانع كمخلفات كيمائية هو إيجاد طرق إنتاج محكمة الغلق كما ينصح باستخدام وسائل عديدة لتجميع الجسيمات والغازات مثل استخدام المرسبات الكيميائية ومعدات الاحتراق الخاصة والأبراج واستخدام المرشحات والمواد الممتزة.
5- التخلص السليم من المخلفات السائلة(المجاري ) والصلبة (القمائم والسيارات الخردة والبلاستيك وورق الكرتون وغيره ). ويشمل التخلص السليم الاستفادة منها في تصنيع السماد من مياه المجاري والقمائم وكذلك استخلاص الحديد والنحاس من السيارات الخردة وغير ذلك، وفي حالة عدم التمكن من التخلص من المخلفات الصلبة عن طريق الاستفادة منها في التصنيع فإنه على الأقل يجب عدم حرق هذه المخلفات من المناطق القريبة من المدن لما في ذلك من تصاعد غازات تلوث البيئة وذات رائحة كريهة مثل كبريتيد الهيدروجين، كما تنمو جراثيم ضارة ومسببة للأمراض، لذلك فإن أفضل طريقة دفنها بعيدًا عن المدن وذلك بعد أن تضغط وتصبح ¼ حجمها الأصلي أو بعد أن تحرق بطرق حديثة آلية تضمن عدم تسرب الغازات الكيميائية إلى الهواء بغرض إختزال حجم النفايات، يلي ذلك تشجير المنطقة المدفونة .
ثانيًا: تلوث الهواء
يعد سببًا في تقليل كميات المياه النقية والعذبة التي تتوافر للضروريات مثل الشرب والتنظيف ومن أجل أنشطة مثل السباحة وصيد السمك وتأتي الملوثات التي تؤثر على الماء بصفة رئيسية من الصناعات والمزارع وأنظمة الصرف الصحي وتلقي الصناعات بكميات ضخمة من النفايات في مستودعات المياه كل عام وتتضمن هذه النفايات المواد الكيميائية والنفايات الحيوانية والنباتية ونفايات مئات المواد الأخرى وتتضمن النفايات الأخرى وتتضمن النفايات من المزارع بقايا الحيوانات والمخصبات ومبيدات الآفات وتتصرف معظم هذه المواد من حقول المزارع وتدخل إلى مستودعات المياه المجاورة وتحمل أنظمة الصرف الصحي النفايات من المنازل والمكاتب والمصانع إلى المياه وتوجد في كل المدن تقريبًا محطات لمعالجة النفايات تزيد بعض المواد البالغة الضرر من مياه الصرف الصحي، ومع ذلك فإن معظم مياه الصرف الصحي المعالجة تحوي على مواد تضر بالمياه.

ثالثًا: تلوث التربة
يتلف هذا التلوث طبقة التربية الرقيقة الخصبة التي تغطي الكثير من أراضي الكرة الأرضية والتي تعد ضرورية لزراعة المواد الغذائية ولقد استغرقت العمليات الطبيعية الآلاف السنين لتكوين التربة الصالحة لزراعة المحاصيل لكن التعامل غير الحريص يمكن أن يتلف هذه التربة خلال سنوات قليلة.
وكما أن في الطبيعة دورات تحافظ على الماء نظيفًا، هناك دورات شبيهة تعمل على حفظ خصوبة التربة حيث تتجمع نفايات النباتات والحيوانات التي تتضمن أيضًا الكائنات الميتة في التربة وتحلل البكتيريا والفطريات هذه النفايات وتحولها إلى نترات وفوسفات ومغذيات أخرى تتغذى بها النباتات النامية وحين تموت النباتات تبدأ الدورة من جديد.
أما أكبر تدمير للتربة فيحدث من التعرية والتعرية زوال الطبقة الخطبة من التربة وتنتج عن إزالة الأشجار والعشب والنباتات الأخرى التي تجعل التربة متماسكة في مكانها وتستطيع الرياح حينئذ أن تذرو التربة العارية ويمكن للمطر أيضًا أن يغسلها ويجرفها ومن الأسباب الرئيسية للتعرية أيضًا الأساليب الزراعية غير الحضارية وإعداد الأراضي للمشروعات العقارية والنمو العمراني .

مكافحة تلوث الماء
1- التخلص السليم من النفايات الكيميائية وعدم وضعها في مياه المجاري بل يتم التخلص منها بالحرق إذا كانت نواتج الاحتراق غير ضارة أو تحويلها إلى مركبات غير ضارة مثل تحويل الأحماض إلى أملاح وذلك بمعادلتها بالقواعد.
2- المحافظة على عدم تلوث البحار والأنهار بالبترول والمخلفات الصناعية ومحاولة التخلص من أي تسربات تقع بقدر الإمكان وبأسرع وقت ممكن.
3- محاولة جمع مياه المجاري وإعادة استخدامها مرة أخرى في ري المزارع والحدائق بعد معالجتها كيميائيًا وبيولوجيًا كما يتم استخدام الأسمدة الناتجة عن هذه المعالجة في الزراعة.
4- المحافظة على عدم تلوث الهواء بالمواد الكيميائية حيث أن مياه الأمطار والرياح تحول ملوثات الهواء إلى ملوثات للتربة والمسطحات المائية.
5- عدم استخدام المبيدات الثابتة وغير القابلة للتفكك مثل د.د.ت. والكيلات الزئبق.
محمد عبدالله رلاجب
محمد عبدالله رلاجب

المساهمات : 180
تاريخ التسجيل : 04/05/2008
العمر : 33

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

البيئة Empty رد: البيئة

مُساهمة من طرف محمد عبدالله رلاجب الإثنين مايو 12, 2008 9:28 am

أنواع التلوث الأخرى
هنالك ملوثات لا يمكن تصنيفها ضمن ما سبق ذكره من الملوثات ومن هذه الملوثات الضوضاء الإشعاع والمطر الحمضي ومبيدات الآفات وبعض الفلزات مثل الزئبق والرصاص .
أسباب التلوث
تتطور الاختراعات والعمليات الجديدة باستمرار من أجل تحسين نمط حياتنا. وتسمى هذه التطورات التقدم التقني وهذا التقدم يساعدنا بلا شك إلا أن معظمه يجلب الأضرار للبيئة وبالإضافة إلى ذلك فهناك أسباب اقتصادية واجتماعية للتلوث.

أولا: الأسباب التقنية
يأتي الكثير من مشكلات تلوث البيئة ناتجًا عن التقدم التقني السريع، الذي تحقق منذ نهاية الحرب العالمية الثانية تقريبًا(1945 م ) ولقد حسن التقدم التقني في الزراعة والصناعة والمواصلات أنماط حياتنا بدرجة كبيرة لكن معظم التقدم تحقق دون الأخذ في الاعتبار التأثيرات التي يمكن أن تتعرض لها البيئة.
ومحرك السيارة مثل للتطور التقني الذي يفيدنا كثيرًا إلا أنه يضر بالبيئة وبمرور السنين تصنع السيارات وتتزايد أعدادها وقوتها أكثر فأكثر، وتملك السيارات التي تصنع اليوم قوة تبلغ ضعفي أو ثلاثة أضعاف قوة السيارات التي كانت تصنع في الأربعينات من القرن العشرين ولهذا السبب تنتج السيارات الحديثة عوادم ملوثة أكثر قوة كان على صانعي السيارات أن يزيدوا من نسب الأنضغاط ونعني بذلك زيادة الضغط، الذي يزيد بدوره درجة الحرارة التي يحدث عندها الاحتراق في أسطوانات المحرك وبسبب ارتفاع الحرارة عند الاحتراق تفاعلات كيميائية تنتج كميات كبيرة من غازات أكاسيد النتيروجين في عوادم المحركات وبالإضافة لذلك، فإن محركات الضغط العالي تحتاج نوعًا خاصًا من الوقود الذي يحترق بهدوء ليمنع ضوضاء الطرق والآن هناك بعض الآليات تسمي المحولات الحفازة تزيل بعض المواد الملوثة التي تنتجها محركات السيارات ولقد ساعد أيضًا الاستغناء تدريجيًا عن مركب رابع إيثيل الرصاص الذي كان يستخدم لمنع الخبط في المحرك على جعل السيارة أقل تلوثًا وعلى أية حال ما زال هنالك الكثير الذي يجب عمله للتخلص من التلوث الناتج عن عوادم السيارات.
وتعد محطة معالجة مياه الصرف الصحي مثلاً للتطور التقني الذي صمم لحماية البيئة إلا أنه مع ذلك يسبب التلوث وتمنع معظم محطات المعالجة البيكتريا والأكسجين لتحليل النفايات العضوية وتحويلها إلى مغذيات غير عضوية ولكن حينما تصبح المغذيات في الماء فإنها تحدث الاضطراب في الدورات الطبيعية عن طريق الزيادة في نمو الطحالب ويعمل العلماء والمهندسون الآن على تطوير محطات معالجة مياه الصرف الصحي التي سوف تزيل أيضًا المغذيات غير العضوية من مياه الصرف الصحي.
وتسهم بعض منتجات التقنية المتقدمة في تلوث البيئة بأكثر من طريقة وعلى سبيل المثال تعد المواد البلاستيكية نفايات صلبة مزعجة لأنها لا تتحلل ولا تمتصها التربة وتسبب هذه المواد أيضًا التلوث بطريقة غير مباشرة عند إنتاجها فهي تحتاج إلى كميات كبيرة من الكهرباء لإنتاجها ونتيجة لهذه الحاجة فإن إنتاج المواد البلاستيكية يساعد على زيادة الطلب على محطات توليد الكهرباء التي تحرق الوقود مثل الفحم من جهة أخرى مصادر كبرى لتلوث الهواء.
ثانيًا: الأسباب الاقتصادية
لقد ظهر الكثير من مشكلات التلوث لأن طرق الحد من التلوث باهظة التكلفة وهناك بعض مواد النفايات التي يمكن إعادة استخدامها بطريقة ما
ويعد استخدام طرق التربية المكثفة للماشية مثالاً يكشف ما تسببه طرق الزراعة الاقتصادية من تلوث للبيئة فحينما ترعى الماشية على مساحات كبيرة من الأرض فإن مواد فضلاتها تصبح جزءًا من الدورات الطبيعية التي تخصب التربة لكن الكثير من الأراضي الزراعية أصبحت اثمن من أن تستخدم لرعى للماشية فالمزارعون يمكنهم أن يحصلوا أموالاً كثيرة عن طريق استخدام الأرض لزراعة المحاصيل وفي الوقت نفسه يحتفظون بتربية الماشية في الحظائر وينتج التلوث عن طريق إدارة المزارع بهذا الأسلوب لأن الحيوانات في الحظائر ترسب كميات كبيرة من الفضلات على مساحات صغيرة ولا يمكن للتربة في الحظائر أن تمتص كل الفضلات والكثير منها يتسرب من الحظائر ويلوث مستودعات المياه القريبة وفي الوقت نفسه يتحتم على المزارعين أيضًا أن يستخدموا المخصبات كيميائية في الأراضي الزراعية ليعوضوا المخصبات الطبيعية التي كانت تنشرها الماشية ومن تم تتصرف معظم هذه المخصبات الطبيعية التي كانت تنشرها الماشية ومن تم تنصرف معظم هذه المخصبات أيضًا من الأرض وتلوث المياه.
وفي الصناعة يمثل الكبريت مثالاً للملوث الذي سمح له بالبقاء لأسباب اقتصادية فالكبريت ينطلق على هيئة ثاني أكسيد الكبريت حينما يحترق الفحم وفي عام 1988م انطلقت كميات من ثاني أكسيد الكبريت تكفي لتصنيع 100 مليون طن متري من حمض الكبريتيك في حين تحضر الصناعة بطرق أخرى 70 طنًا متريًا من حمض الكبريتيك وهو أحد الكيميائيات الصناعية الأكثر استخدامًا ويمكن لمنتجي حمض الكبريتيك الذي ينطلق من أدخنة المصانع أن يستحوذوا عليه حيث يعيدون استخدامه لكن الطريقة العملية والرخيصة للاستفادة به لم تتيسر بعد وحتى يمكن تطوير مثل هذه الطريقة فإن تعدين كميات جديدة من الكبريت لصناعة حمض الكبريتيك سوف تكون أسهل وأقل تكلفة.

ثالثاً: الأسباب الاجتماعية
تشمل رغبتنا في الراحة والاستجمام سببًا من أسباب التلوث فقد طور كثير من المواد المصنعة التي تلوث البيئة من أجل توفير وقت الناس وجهدهم وأموالهم ويبذل المزيد من الجهد يمكن التخلص من التلوث الناتج عن هذه المواد لكن بالنظر إلى أن الوقاية من التلوث تعد غالبًا باهظة التكلفة فإنها كثيرًا ما تعد مسألة غير عملية.
ويعطي استخدام مواد التعبئة التي ترمى مباشرة بعد الاستخدام مثالاً يوضح كيف أن رغبتنا في الراحة تسبب تلوث البيئة ويمكن الاحتفاظ بتلك العبوات مثل علب الألومنيوم والصلب والقوارير الزجاجية أو يمكن طحنها حيث تستخدم مادة أساسية مرة أخرى لكن الكثير من الناس يفضلون إلقاء هذه الأوعية مباشرة.
خطورة هذه الملوثات على الإنسان والبيئة
على الرغم من أننا درسنا أنواع التلوث البيئي إلا أننا سنتطرق الآن إلى دراسة الملوثات الغازية المنبعثة من محركات السيارات فقط لما لها من تأثيرات كبيرة على صحة الإنسان وعلى البيئة المحيطة من نباتات وكائنات حية ومواد مختلقة وتعتمد نسبة تأثير هذه الملوثات على مقدار الجرعة التي يتعرض لها الإنسان والتي تعتمد أساسًا على عاملين رئيسين هما:
1- تركيز المادة الملوثة .
2- زمن التعرض للملوثات.
وتعرف الجرعة بأنها حاصل ضرب التركيز في الزمن ولكل ملوث من الملوثات السابقة تأثير مختلف فالجسيمات الصلبة مثلاً تؤثر على مدى الرؤية وتسهم في ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بما تمتصه من الأشعة الشمسية كما وأنها تؤثر على النباتات والأبنية والمواد المختلفة ويعتمد تأثيرها على نوعية المواد المكونة لهذه الجسيمات وتكمن خطورة هذه الملوثات في العوامل التالية:
1- الخواص الكيميائية والفيزيائية للجسيمات الصلبة تساعدها على زيادة التأثير.
2- كون هذه الجسيمات سهلة الترسب .
3- بعض الجسيمات قد يكون حاملاً للملوثات المختلفة .



خاتمة
إن العامل الرئيسي لتلوث البيئة هو وجود المصانع والمنشآت الإنتاجية والاستخدام المتزايد للوقود إذ تمثل العمليات التي يحترق فيها الوقود السبب الأكبر لتلوث الهواء وتشكل الغازات الصادرة من محركات الاحتراق الداخلي للسيارات أكبر واخطر ملوث للبيئة نظرًا لانتشارها وكثرة إعدادها وعدم توفر العناية الكافية من صيانة ومراقبة على المحركات إضافة إلى ارتفاع مستوى مركبات الرصاص في الوقود المستخدم.

المراجع

1- الموسوعة العربية العلمية.
2- ملوثات البيئة.
محمد عبدالله رلاجب
محمد عبدالله رلاجب

المساهمات : 180
تاريخ التسجيل : 04/05/2008
العمر : 33

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى